الاسرة الشرغوفية (مرحلة أولى)

التحليل النفسي لرسم الأسرة بطريقة الشرغوف والشخبطة لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات:
رسم الأسرة يُعد وسيلة فعّالة لتحليل الحالة النفسية للطفل، خاصة في هذه المرحلة العمرية التي يتسم فيها الطفل بالرمزية في رسوماته. إليك بعض الجوانب النفسية والفكرية التي يمكن استنتاجها من الرسم:

  1. التركيز على الأشكال البسيطة (الشرغوف)
  • في هذا العمر، غالباً ما يميل الأطفال لرسم الأشخاص باستخدام أشكال بسيطة تُعرف برسم “الشرغوف”، حيث يرسمون الرأس الكبير مع خطوط بسيطة تمثل الأجسام والأطراف. هذا يشير إلى أن الطفل لا يزال في مرحلة التطور الإدراكي المبكرة، حيث يركز على الأجزاء الأكثر أهمية بالنسبة له مثل الرأس.
  • الاهتمام بالرأس: حجم الرأس الأكبر يدل على تركيز الطفل على العناصر التي يرى أنها الأهم في التعبير عن الأشخاص، وغالبًا ما يرمز الرأس إلى الفكر أو التواصل.
  1. الشخبطة العشوائية والمتكررة:
  • الشخبطة المنتشرة في الرسم تعكس نوعًا من التعبير عن المشاعر أو ربما القلق. قد تكون هذه الشخبطة دلالة على محاولات الطفل لملء الفراغ أو توضيح مشاعر داخلية. الشخبطة العشوائية يمكن أن تدل أيضاً على طاقة زائدة أو قلة الصبر، وربما يعكس ذلك مستوى من عدم الراحة أو القلق في التعبير عن العلاقة مع الأسرة.
  • من المهم التحقق مما إذا كان الطفل يستمتع بالرسم أو يشعر بالتوتر، حيث إن هذا قد يكشف عن جانب عاطفي يحتاج إلى فهم أكبر.
  1. ترتيب الشخصيات والمساحات بين الأشكال:
  • المسافات بين الشخصيات: يمكن تفسير المسافات بين الشخصيات التي تم رسمها كعلامة على العلاقات العاطفية. إذا كان الطفل يضع الأشكال متباعدة عن بعضها البعض، قد يكون ذلك مؤشراً على الشعور بالانعزال أو الانفصال العاطفي. بينما إذا كانت الأشكال قريبة، فقد يعكس ذلك شعوراً بالأمان والقرب الأسري.
  • إذا كانت الرسومات لأشخاص من أفراد الأسرة مرسومة بطريقة متباعدة أو مشوهة، فقد يشير ذلك إلى بعض القلق أو عدم الراحة في العلاقة مع هذه الشخصيات.
  1. توزيع الشخصيات وأحجامها:
  • أحجام الأشكال: في الرسم قد يُظهر الطفل تفضيله أو نظرته لأفراد الأسرة من خلال حجم الشخصيات. إذا كانت شخصية ما مرسومة بحجم أكبر من البقية، فقد يعكس ذلك الأهمية أو الهيمنة في حياة الطفل. على سبيل المثال، رسم أحد الوالدين بشكل أكبر قد يعكس التعلق أو الاحترام، أو ربما الخوف.
  • تكرار التفاصيل: بعض التفاصيل قد تكون مفقودة أو غير دقيقة، وهذا طبيعي في هذا العمر، ولكن إذا كانت هناك تفاصيل معينة مكررة أو واضحة بشكل غير عادي، فقد تكون هذه التفاصيل مهمة بالنسبة للطفل عاطفيًا.
  1. التعبير عن الأدوار العائلية:
  • رسم الأسرة يمكن أن يُظهر فهم الطفل للأدوار المختلفة داخل الأسرة. هل الطفل رسم جميع الأفراد؟ هل هناك فرد مفقود؟ إذا كانت هناك شخصيات مفقودة من الرسم، فقد يشير ذلك إلى شعور الطفل بعدم الأمان تجاه هذا الفرد أو شعوره بأن هذا الفرد ليس مهمًا أو غير حاضر في حياته.
  • من المهم الانتباه إذا كان الطفل قد رسم نفسه في المركز أو بجوار أحد أفراد الأسرة، أو إذا كانت هناك شخصية معينة تتميز بمكانة بارزة. هذا قد يعكس كيف يرى الطفل نفسه في إطار العلاقات العائلية.
  1. الأذرع والأرجل:
  • إذا كانت الأذرع مفتوحة، فهذا قد يشير إلى الرغبة في التواصل والانفتاح. أما إذا كانت الأذرع مفقودة أو مغلقة، فقد يشير ذلك إلى الانعزال أو الشعور بالحماية الذاتية.
  • رسم الأرجل الطويلة أو العشوائية قد يعكس رغبة في الحرية أو الاستقلال، بينما الأرجل القصيرة قد تشير إلى عدم الشعور بالاستقرار أو الضعف.
  1. التفاعل العاطفي مع الأسرة:
  • قد تعكس الرسمة مستوى الترابط العاطفي أو الانفصال بين الطفل وأفراد الأسرة.
  • من خلال طريقة رسم الأفراد، يمكن معرفة مدى شعور الطفل بالقرب من الأفراد. فمثلاً، إذا تم رسم أحد أفراد الأسرة بشكل غير متناسق أو مهمل، فقد يشير ذلك إلى مشاعر مكبوتة تجاه هذا الشخص.
  1. العواطف المعبّر عنها من خلال الرموز والشخبطة:
  • الشخبطة المنتشرة قد تعكس مشاعر متداخلة أو ربما طاقة زائدة. قد يكون لدى الطفل مشاعر يصعب عليه التعبير عنها بالكلمات فيلجأ إلى الرسوم العشوائية أو الشخبطة كوسيلة للتنفيس.
  • من الممكن أن تعكس هذه الرسومات مشاعر مختلطة تجاه الأسرة، وربما يكون الطفل في هذه المرحلة العمرية غير قادر تمامًا على التعبير عن تلك المشاعر بطريقة دقيقة.
    فيما يلى بعد الملاحظات عند استخدام جلسة العلاج بالفن مع الأطفال:
  • التحدث مع الطفل: يمكن أن يكون من المفيد سؤال الطفل عن الرسم بطريقة لطيفة. على سبيل المثال: “هل يمكنك أن تخبرني من رسمت هنا؟” أو “ما القصة وراء هذا الرسم؟” قد يساعد ذلك في فهم أعمق لما يدور في ذهن الطفل.
  • تشجيع الطفل على التعبير الفني: بدلاً من الضغط عليه للحصول على رسومات أكثر واقعية، من المهم تشجيع الطفل على التعبير بحرية من خلال الرسم. هذا يمكن أن يساعده على تطوير مهاراته الإبداعية وفهم أعمق لعواطفه.
  • التفاعل مع الطفل: إذا كان الطفل يظهر مشاعر قلق أو توتر من خلال رسوماته، قد يكون من المفيد التحدث معه أو الاستعانة بخبير نفسي لمساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية.
    في النهاية، هذه الرسمة تعكس تطوراً طبيعياً لطفل في هذه المرحلة العمرية، وتعبر عن مشاعر وأفكار قد لا يتمكن من التعبير عنها بالكلمات.