تم تقديم الجلسة العلاجية بالفن للطفل على يد الباحثة أ/ غادة محمود أحمد. في إطار البرنامج التدريبي لتحليل رسوم الأطفال، حيث ساهمت هذه الجلسة في تقديم مساحة آمنة للطفل للتعبير عن مشاعره من خلال الرسم.
المقدمة
إختبار رسم العائلة يُعدّ من الإختبارات الإسقاطية الشائعة في مجال علم النفس، حيث يوفر فرصة للمعالج النفسي لإستكشاف مشاعر الطفل وتصوّراته عن العلاقات الأسرية. يعتمد الإختبار على فكرة أن ما يرسمه الطفل يعكس عواطفه الداخلية والصراعات التي قد يواجهها، خاصة تلك المتعلقة بديناميكيات العائلة. هذا النوع من الإختبارات مهم لفهم تأثير البيئة الأسرية على تطور الطفل النفسي والعاطفي.
أهداف اختبار رسم العائلة
1. تحليل المشاعر الداخلية: يتم استخدام الرسم لفهم مشاعر الطفل الخفية التي قد يصعب عليه التعبير عنها لفظياً.
2.إستكشاف العلاقات الأسرية: يتيح الإختبار للمعالج معرفة كيف يرى الطفل العلاقة بينه وبين أفراد عائلته.
3. فهم دور الطفل في العائلة: يظهر في الرسم مكانة الطفل داخل الأسرة وكيفية تفاعله مع الآخرين.
4. تحديد المشكلات النفسية والاجتماعية: يمكن للإختبار أن يكشف عن مخاوف الطفل أو شعوره بالرفض، العزلة، أو التهميش.
دلالات نفسية لرسومات الطفل وفق إختبار رسم العائلة
- رسم شخصيات منعزلة: يعكس شعور الطفل بالتباعد بين أفراد الأسرة.
- تكبير أحد الشخصيات بشكل مفرط: قد يشير إلى هيمنة هذا الشخص على الطفل.
- غياب التفاصيل في الرسم: يعكس اللامبالاة أو رغبة الطفل في البقاء في الظل.
- تكرار كتابة (Me) أو (أنا): يشير إلى تركيز الطفل على هويته وربما شعوره بالعزلة.
إنعكاس البيئة المحيطة أو العلاقات الأسرية إذا كان الرسم بسيطاً وخالياً من الألوان، فقد يعكس ذلك بيئة غير محفزة، حيث قد يشعر الطفل بأن حياته رتيبة أو يفتقر إلى الاهتمام العاطفي من الوالدين. يمكن أن يكون أسلوب الرسم الخارجي فقط (خطوط مجردة) دلالة على تباعد العلاقات الأسرية، إذ يشعر الطفل أن الروابط بين أفراد العائلة سطحية وغير عميقة.
التوتر والكمالية (Perfectionism)
بعض الأطفال الذين يعانون من نزعة كمالية قد يفضلون عدم استخدام الألوان لتجنب الأخطاء، حيث يشعرون بضغط لتحقيق نتائج مثالية. يمكن أن يعكس هذا السلوك خوف من الفشل أو قلق من التقييم، إذ يفضل الطفل البقاء في منطقة آمنة عبر رسم أشكال بسيطة بدون تفاصيل إضافية.
دراسة حالة ( تفسير مشاكل الطفل في المدرسة من خلال الرسم).
في إحدى الحالات، قام طفل برسم عائلته لكنه وضع نفسه في زاوية بعيدة وكتب بجانبها (Me) بخط كبير. أظهر هذا الرسم شعور الطفل بالعزلة وعدم الانتماء، وارتبطت هذه المشاعر بمشكلات في المدرسة حيث كان يعاني من صعوبة في التفاعل مع زملائه. تبين من خلال جلسات استشارية أن أسلوب الوالد الصارم أثر سلباً على شعور الطفل بالأمان، مما تطلب تدخلاً لتعديل هذه العلاقة وتعزيز التواصل الأسري.
المراجع
Burns, R. C., & Kaufman, S. H. (1972). Kinetic Family Drawings (KFD): An Introduction to Understanding Children Through Kinetic Drawings
Machover, K. (1949). Personality projection in the drawing of the human figure. Springfield, IL: Charles C Thomas Publisher
.Goodenough, F. L. (1926). Measurement of Intelligence by Drawings. World Book Company